كاردانو

بالعودة إلى الأنظمة، أولاً وقبل كل شيء، لنتحدث كيف يهدف مشروع كاردانو إلى تحسين النظام المالي. أحد الأهداف الرئيسية لمشروع كاردانو هو جعل الخدمات المالية في متناول الجميع، حوالي ثلث السكان البالغين في جميع أنحاء العالم لا يمتلكون حسابات مصرفية ويفتقرون إلى فرصة الحصول على قرض بشروط معقولة. فضلاً عن ذلك، يبلغ متوسط تكلفة المعاملة الخاصة بالتحويلات 7٪ ويمكن أن يصل إلى 23٪ على حسب الدولة (المصدر: البنك الدولي). يمثل ذلك عبئًا كبيرًا على فقراء العالم، حيث يتم إرسال أكثر من 500 مليار دولار من التحويلات المالية إلى البلدان النامية كل عام (المصدر: الأمم المتحدة).

يمكن حل هذه المشكلات باستخدام سلسلة تكتل كاردانو. يمكن تخفيض تكاليف المعاملات إلى حد كبير عن طريق التخلص من ضرورة وجود وسيط وبالتالي خفض الرسوم بشكل كبير للمؤسسات المالية غير الفعالة وباهظة التكاليف. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلسلة تكتل كاردانو تُمكّن أي شخص من إنشاء هوية اقتصادية آمنة وصالحة وبناء جدارة ائتمانية دون الحاجة إلى سلطة مركزية ولكن عبر حل الهوية الخاص بها أتالا بريزم. مما يجعل القروض الصغيرة (والمدفوعات الصغيرة الأخرى) والقروض من نظير إلى نظير قابلة للاستمرار ماليًا في جميع أنحاء العالم، كما يتيح لفقراء العالم أن يصبحوا مُدرجين في النظام المالي الرسمي.

ثانيًا، يمكن أن تكون الخصائص الفريدة لسلسة تكتل كاردانو وطبيعتها اللامركزية والآمنة والشفافة مفيدة أيضًا لأنظمة التعليم. على سبيل المثال، يمكن استخدام شبكة كاردانو للطلاب والمعلمين بغرض تخزين بيانات أداء الطلاب بشكل آمن وتحسين المصداقية في أنظمة التعليم. في عام 2021، وقعت كاردانو اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم في إثيوبيا والتي نتج عنها أكبر انتشار لسلسة تكتل حتى الآن: سوف يحصل 5 مليون طالب ومدرس إثيوبي على سجل تعليمي غير قابل للتزوير على سلسلة تكتل كاردانو.

ثالثًا، توفر سلسة التكتل إمكانيات هائلة لأنظمة الحوكمة. حيث من الممكن أن تكون الشفافية المتأصلة في سلسة التكتل أداة قوية لمكافحة الفساد وتحسين المشاركة الديمقراطية. يمكن أن يصبح التلاعب بالبيانات الحكومية الحساسة أكثر صعوبة، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تصبح التبرعات المهمة للجهات الفاعلة العامة مفتوحة للجمهور مما يضعف التأثير الغامض لجماعات الضغط الثرية.